-
٣ أبــريل ٢٠٢٥ أغادر بخُطى خفيفة، ومرنة، بينما تطوف عيناي في الممرات المُكتظة نهارًا بالمعاطف البيضاء، والمرضى، والكراسي المتحركة، وأيدي لا نهائية تَحمل أكواب القهوة، وأصوات لا تهدأ بلغاتٍ متعددة. أشقّ طريقي الآن في الممرات بعد أن بثّت بها حياة مغايرة تمامًا. في أصيل اليوم يتوافد الزوار تزامنًا مع وقت خروجي، أيادي لا نهائية تحمل…
-
٢٢ مــارس ٢٠٢٥ يجمعنا مجلس مُكتظ، تَصدح في أركانه أصواتنا وضحكاتنا الهستيرية الصاخبة، حتى توجّسنا من القهوة وما دُس فيها؟ أخذني حديثٌ جانبيّ عن إحدى تجارب الحياة المؤلمة، طرفان يتحدثان بأريحية عن حربٍ بسوس من على ساحل النجاة. سالت الكلمات منّي بنعومة بَعدما كانت عُلقمًا يُذيب اللسان، تكلمتُ بانتصار الناجي وشفاهي تحمل بقايا ضِحكة من…
-
١٩ أبريــل ٢٠٢٥، أجلس أمام شجرة ياسمين هندي أبواقها البيضاء المتساقطة تطرّز سجاد العُشب الأخضر، تهُب رياح خفيفة فترجف أغصان السرو وسَعف النخيل، أتنفّس بصمت وأفكر في لحظات هذا اليوم العصيب. أتى صوته الجهوري الضاحك من إحدى زوايا الحديقة، تسبق خطواته عجلات تحتكّ بخشونة: طمّنهم إني بخير الحمدلله، والله إني بخير وصحة، الحمدلله. رَفعتُ طرفي…