الياسمين

١٩ أبريــل ٢٠٢٥،

أجلس أمام شجرة ياسمين هندي أبواقها البيضاء المتساقطة تطرّز سجاد العُشب الأخضر، تهُب رياح خفيفة فترجف أغصان السرو وسَعف النخيل، أتنفّس بصمت وأفكر في لحظات هذا اليوم العصيب.

أتى صوته الجهوري الضاحك من إحدى زوايا الحديقة، تسبق خطواته  عجلات تحتكّ بخشونة: طمّنهم إني بخير الحمدلله، والله إني بخير وصحة، الحمدلله. 

رَفعتُ طرفي إليه، رجل يغطي جسمه الهزيل ثوب المشفى الواسع، لا أرى منه سِوى عينيه من تحت قبعة صوف رمادية وكمامة، يمشي ويدفع بيده جهاز لا يكفّ عن الطنين، ويضع هاتفه على أذنه باليد الأخرى.  

عُدت بنظري إلى شجرة الياسمين، أتأمل ورودها الموزّعة في كُل غصنٍ كباقة مُتكاملة بعناية. 

يهبُّ النسيم ولا أسمع سِوى صوت جهوري يردد برضا “الحمدلله”، لأردد خلفه بصوتٍ مُتهدّج: الحمدلله، الحمدلله.

أضف تعليق