٢٢ مــارس ٢٠٢٥
يجمعنا مجلس مُكتظ، تَصدح في أركانه أصواتنا وضحكاتنا الهستيرية الصاخبة، حتى توجّسنا من القهوة وما دُس فيها؟
أخذني حديثٌ جانبيّ عن إحدى تجارب الحياة المؤلمة، طرفان يتحدثان بأريحية عن حربٍ بسوس من على ساحل النجاة.
سالت الكلمات منّي بنعومة بَعدما كانت عُلقمًا يُذيب اللسان، تكلمتُ بانتصار الناجي وشفاهي تحمل بقايا ضِحكة من آخر نكتة سمعناها.
توقّف سيل الكلمات بغتةً حين طَبعت شفاه صغيرة قُبلة على كتفي الأيمن، سَكنت الأصوات والضحكات كُلها ولا أسمع سِوى صوت الرحمة حانيًا يهمس في أذني اليمنى ويطبب جِراحًا مُلتئمة، نظرتُ في عينيها وتفطّنتُ لسبب هذه القبلة المباغتة الصامتة العطوفة.
تبّسمتُ بعدما سال دمعًا باردًا من عيني وأسندتُ رأسها على كَتفي الأيمن، وكأني أحاول إخبارها بأني نجوتُ سليمة السريرة، كاملةُ الأطراف.